حلويات عمانية مشهورة: من الحلوى السلطانية إلى البثيث (Famous Omani Desserts: Halwa to Bathith)
الحلويات العمانية ليست فقط طعمًا لذيذًا، بل هي أيضًا مرآة للثقافة والتقاليد الغنية التي تتميز بها سلطنة عمان. سواء كنت تزور الأسواق التقليدية أو تُدعى إلى مائدة عائلية عمانية، ستجد الحلوى العمانية حاضرة بكل فخر. في هذه التدوينة، نستعرض أشهى أكلة في عمان من خلال أنواع الحلويات المميزة ومكوناتها، وكيفية تحضيرها وتقديمها، وما تعنيه ثقافيًا واجتماعيًا.
1. الحلوى العمانية (Omani Halwa)
الحلوى العمانية تُعتبر رمزًا من رموز الضيافة العمانية بلا منازع، ولا تكاد تخلو أي مناسبة من تقديم هذه الحلوى اللذيذة. تُحضّر هذه الحلوى من السكر، النشاء، ماء الورد، الزعفران، المكسرات، والسمن، وتُطهى في قدر ضخم لعدة ساعات حتى تأخذ قوامها المطاطي الغني. تُقدّم ساخنة أو باردة في المناسبات والأعياد، وتُعتبر من ألذ الأطباق الخليجية على الإطلاق، وتُعدّ أفضل وصفة عمانية تقليدية يتم تقديمها مع القهوة العمانية.
تتفاوت طريقة التحضير من منطقة إلى أخرى داخل عمان، حيث يضيف البعض في صلالة الزعفران الفاخر أو الزهور العمانية التي تضفي نكهة فريدة، بينما يعتمد آخرون في نزوى على الحلوى بنكهة اللومي المجفف لإضافة طابع خاص. الحلوى العمانية تتطلب مهارة في التحضير ودقة في الموازنة بين المكونات لتنتج تلك القوام الطري المميز. وتُقدّم عادة في أطباق نحاسية أو علب خشبية منقوشة، مما يجعلها هدية مميزة تحمل الطابع التراثي العماني.
2. البثيث (Bathith)
من الحلويات الشعبية التي تُحضّر من التمر المجروش، الطحين المحمص، السمن، الهيل، والزنجبيل. يُشكل البثيث على هيئة كرات صغيرة أو يُقدّم في طبق، ويُعدّ طبقًا شعبيًا عمانيًا غنيًا بالطاقة، ينافس حلويات عربية مشهورة في المناسبات مثل كرات التمر في بلاد الشام. يُستخدم البثيث أيضًا كمصدر طاقة للمسافرين عبر الصحراء، بسبب مكوناته المركزة وسهولة حفظه.
النسخة العمانية من البثيث تُمثل جزءًا من التراث الشعبي العماني الذي يمتد عبر الأجيال. وعادةً ما يتم تحضيره خلال الأعياد الرمضانية أو في المناسبات العائلية الكبيرة، حيث يُقدّم مع التمر والشاي. يضيف البعض الزبدة أو المكسرات، مثل الفستق واللوز، لجعلها أكثر غنى.
3. عيش بالحليب (Rice with Milk)
أرز يُطهى بالحليب والسكر وماء الورد، ويُنكّه بالهيل والزعفران. يُقدّم دافئًا أو باردًا، ويُعتبر خيارًا مثاليًا لحلويات خفيفة في رمضان، حيث يعمل هذا الطبق كوجبة متكاملة تقوي الجسم وتمنح الطاقه. وعادةً ما يُضاف إليه اللوز المبشور أو جوز الهند ليصبح أكثر ثراءً بالمذاق.
يتم تحضير عيش بالحليب في عمان بشكل تقليدي، وتُضاف لمسة شخصية في كل منزل من خلال إضافة ماء الزهر أو العسل الطبيعي لتقوية النكهة. يُعد أيضًا من الحلويات المفضلة للأطفال والكبار على حد سواء.
4. اللقيمات (Luqaimat)
كرات صغيرة من العجين تُقلى في الزيت وتُغمر في دبس التمر أو العسل. رغم أنها منتشرة في الخليج كله، إلا أن النسخة العمانية تُضيف الهيل والزعفران للعجينة، ما يجعلها من أشهر حلويات عمانية تقليدية، التي لا تخلو منها أي مائدة عائلية عمانية في المناسبات. يتم تقديمها غالبًا في الأعياد وحفلات الخطوبة، حيث تُعتبر طعامًا مقدسًا في الأعياد.
تُحضّر اللقيمات باستخدام الطحين المحلي والخميرة الطبيعية، مما يجعل طعمها مُميزًا. ويمكن تقديمها إلى جانب القهوة أو الشاي العماني في جلسات الضيافة التقليدية.
5. الملبس العماني (Omani Nougat)
قطع صغيرة من السكر المحلى والمطعم بالمكسرات، تُقدم كهدايا في الأعراس والمناسبات. تُعدّ مفضلة لهدايا العيد والزفاف في عمان، وغالبًا ما يتم تزيينها بالألوان الطبيعية. هذا الحلوى العمانية تُعتبر من أفضل وصفات الحلويات العربية التي تناسب الذوق العماني التقليدي.
الملبس العماني لا يُعد مجرد حلوى، بل يُعتبر رمزًا للكرم والتقاليد العمانية الأصيلة. كما أن تقديمها يتم بحرص مع التمر أو العصائر المحلية.
6. الساقو (Sagoo)
طبق نشوي يُحضّر من حبيبات الساقو المطبوخة في ماء الورد والسكر، ويُضاف إليه الهيل والزبدة. يتميّز بقوامه الشفاف وطعمه الفريد، ويُعد خيارًا صحيًا وخفيفًا. من ألذ الحلويات الرمضانية في عمان، خاصة عند تقديمه دافئًا في السحور.
يُفضل الكثيرون تقديمه مع شرائح الموز أو التمر، كما يُستخدم في بعض الأحيان كأساس لحلويات مركبة تحتوي على طبقات من الكريمة والمكسرات. غالبًا ما يتم تحضيره في الأعياد والمناسبات الكبيرة.
7. الحليب المقلي (Fried Milk Pudding)
يُحضّر من مزيج الحليب والسكر والنشاء، يُترك ليبرد ثم يُقلى حتى يأخذ لونًا ذهبيًا. طبق مبتكر يناسب وصفات سهلة وحلويات عمانية اقتصادية، وتُقدم عادة في المناسبات الصغيرة أو كحلوى خفيفة في المساء.
هذه الحلوى بدأت تنتشر مؤخرًا في المقاهي الحديثة التي تقدم أطعمة تقليدية بأسلوب عصري، ما جعلها محبوبة لدى جيل الشباب أيضًا.
البُعد الثقافي والاجتماعي للحلويات العمانية
لا تقتصر أهمية هذه الحلويات على الطعم فقط، بل تُعتبر رمزًا للكرم والضيافة، ويُحرص على تقديمها للضيوف مع القهوة العمانية. كما يتم التفاخر بتقديم أشهى أكلة في عمان أثناء المناسبات القبلية أو الاحتفالات الوطنية. تُدرّس طرق تحضير هذه الحلويات في بعض مراكز التراث والمطاعم السياحية، وتُعدّ عنصرًا رئيسيًا في المعارض الدولية التي تمثل عمان.
تُعد هذه الحلويات جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العمانية، وتُظهر مدى عراقة الشعب العماني في الترحيب بالضيوف. تقليدياً، تُقدّم الحلوى في جلسات الضيافة العمانية التي تستمر لساعات، ويُعتبر تقديم الحلوى من أفضل طرق إظهار الاحترام والضيافة في المجتمع العماني.
إرسال تعليق